قال تعالى:(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
وقد جعل الله تعالى حفظ كتبه المنزله فى الامم السابقه عن أمة النبى محمد صلى الله عليه وسلم موكولا للبشر ولكنهم لم يستطيعوا حفظه والمحافظة عليه من التحريف فحرفوا وبدول بما يتماشى مع رغباتهم وأهوائهم وذلك لأن عقول البشر قاصره عن استيعاب قدر هذه الكتب المنزله من عند الله فهى عقول محدوده لا تعى الا ما تنظر اليه امام اعينها فلا كمال لهذه العقول حتى تستطيع ان تحافظ على كلام منزل من قبل الله تعالى وفى هذا حكمة من الله جل وعلا ليوصل للبشر بطريقة عمليه أنكم لن تستطيعوا أن تنفعوا أنفسكم ولا تعلمون إلا ما أراد الله لكم فلا تذهبوا بعقولكم بعيدا عما اراد الله منكم.
أما لقرآن الكريم فقد تكفل الله تعالى بحفظه على الطريقة الربانية البعيده عن تدخل العقول البشرية فيه وجعل الله سبحانه هذا الحفظ للقرآن الكريم معجزة يتحدى بها جميع البشر فلا يستطيع بشرى أن يحرفه مهما كانت قدرته على التعبير واتقانه للغة العربيه فبمجرد محاولته لتغيير حرف تظهر المفاجأة بأن الكلام غير متناسق ولا يتوافق مع العقول البشريه ولا يستطيع أى عاقل او من عنده ادنى علم بلغة القرآن أن يقول أنه من عند الله
وقد جعل الله طريقة الحفظ بعيدة عن ايدى البشر فلا مجال لأحد ليحرق او يمزق المكان الذى يحفظ فيه الكتاب إن مجرد التعرض لهذا المكان يساوى إزهاق الروح إنها الرأس البشرية أو إن شئنا أن نقول على الطريقة الاسلامية أنه القلب فالقرآن يستقرفى القلب ولا يتركه إلا بإذهاق الروح
ومن المعجزات للطريقة حفظ هذا الكتاب المعجز أن نجد العاقل وغير العاقل يحفظه والرجل والمرأة والصغير والكبير وفى العصر الحديث نجد إبداعات فى حفظه من أطفال لا يتعدى عمرهم الخامسه او السادسة يحفظون الآيات بأرقامها أرقام صفحاتها وموضعها بالتحديد فهل هناك إعجاز أكثر من هذا
ويحضرنى مقولة عبد المطلب لأبرهة حينما أراد هدم الكعبة قال له إن للبيت ربا يحميه
فلا قلقل أبدا على القرآن لأن له رب تكفل بحفظه ولا نشك ألدا فى أنه على كل شئ قدير قال تعالى :(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).