عن عبد الرحمن بن حطاب قال: ما رأيت أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حدث أتم حديثا ولا أحسن من عثمان بن عفان، إلا أنه كان رجلا يهاب الحديث·
ويؤكد هذا الخلق وهذه السجية خطابه رضي الله عنه لأهل الفتنة والشغب الذين جاءوا من مصر والكوفة والبصرة والأعراب، وحديثه مع الذين جاءوا لنصرته والدفاع عنه في الفتنة·
ويؤكد هذا الرد الجميل على من يعيبه، دون ثورة جامحة وانتقام للنفس، روى الهيثمي رحمه الله في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد عن سعيد بن المسيب قال: ''رفع عثمان صوته على عبد الرحمان بن عوف فقال له: لأي شيء ترفع صوتك علي، وقد شهدت بدرا ولم تشهد، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تبايع، وفررت يوم أحد ولم أفر؟ فقال له عثمان: أما قولك شهدت بدرا ولم أشهد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفني على ابنته، وضرب لي بسهم وأعطاني أجري، وأما قولك: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أبايع، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى أناس من المشركين، وقد علمت ذلك، فلما احتبست ضرب بيمينه على شماله فقال: هذه لعثمان بن عفان، فشمال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من يميني، وأما قولك فررت يوم أحد ولم أفر، فإن الله تبارك وتعالى قال: ''إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلّهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم'' (آل عمران الآية 137)، فلِم تعيّرني بذنب قد عفا الله عنه'' رواه البزار وإسناده حسن·