هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الموقع الرسمى الوحيد لعائلة الـــشـــال على الانترنت
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
نعتذر عن تغير حجم ومظهر المنتدى لاجراء بعض التعديلات  من يمتلك الوقت والخبره لتولى ادارة المنتدى يخبرنا بذلك ولكم جزيل الشكر  الصفحة الرسمية على الفيس بوك  للتواصــل مع الادارة  اضغط هــنـــــا

 

 إخلاصنا مريض يوشك أن يموت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فضيلة الشيخ علاء الشال
عضـــو جديد

فضيلة الشيخ علاء الشال


عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 20/03/2011
العمر : 50

إخلاصنا مريض يوشك أن يموت Empty
مُساهمةموضوع: إخلاصنا مريض يوشك أن يموت   إخلاصنا مريض يوشك أن يموت Icon_minitimeالجمعة 18 نوفمبر 2011, 6:37 pm



إخلاصنا مريض يوشك أن يموت



إذا أحسست بأي وعكة في إخلاصك فانتقل فوراً إلى أقرب خلوة لا يراك فيها



إلا الله تصفح هذا الكتيب وحاول أن تستشعر ما فيه من الآيات والأحاديث
.





يتوقع في هذه الحالة أن تسيل على خدك قطرات من الدمع تكون بإذن الله طهراً



لقلبك مما وقع فيه
.

كرر هذه الطريقة كلما أحسست بسهام إبليس تتوجه نحو إخلاصك لربك. لا تنسانا


من
صالح دعائك





تعريف الإخلاص قيل فيه أقوال كثيرة ولعل من أفضلها تعريف الهروي قال: الإخلاص تصفية
العمل من كل شوب
.





منزلة الإخلاص من الدين: قال أبن رجب رحمه الله في شرح حديث إنما الأعمال بالنيات:
والنية في كلام



العلماء بمعنيين أحدهما : بمعنى تمييز العبادات بعضها من بعض وهذه هي التي



توجد في كلام الفقهاء وفي كتبهم
.
والثاني:
بمعنى تمييز المقصود بالعمل هل هو لله وحده لا شريك له ، أم غيره


،
أم الله وغيره ،وهذه النية هي التي يتكلم عنها العارفون في كتبهم وفي



كلامهم عن الإخلاص وتوابعه ،وقد صنف أبو بكر بن أبي الدنيا مصنفاً سماه

:كتاب
الإخلاص والنية وهي التي يتكرر ذكرها في كلام النبي صلى الله عليه



وسلم تارة بلفظ النية وتارة بلفظ الإرادة وتارة بلفظ مقارب لذلك وقد جاء



ذكرها كثيراً في كتاب الله عز وجل ........إلخ




ونستفيد من كلام الإمام ابن رجب هنا أن المقصود الأول من النية في الشرع



قبل أن يكون تمييز العمل المراد يكون تمييز المقصد المراد هل هو الله



تعالى ورضاه أم المقصود غير الله أم المقصود الله وغيره وبهذا يتبين لنا


أن
جميع الأحاديث والآيات التي تتكلم عن المقاصد إنما هي بالدرجة الأولى



إلى الإخلاص لله في القصد. فمنزلة الإخلاص في الدين أن الدين هو الإخلاص والإخلاص
هو الدين فالدين إنما جاء ليقوم الناس بالإخلاص فهو يدعو إلى الإخلاص بنوعيه
وقسميه:




1-
إخلاص القصد لله.




2-
إخلاص الطاعة والامتثال لله بالمتابعة لرسوله صلى الله



عليه وسلم





وقد جاءت القرآن فضلاً عن السنة جاء بالأدلة الصريحة في الأمر بالإخلاص



والدعوة إليه والنص على أنه شرط لقبول الأعمال. من هذا



قوله تعالى {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
}
(الكهف: 110) وقال {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي
نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ
}
البقرة:
207

وقال {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ
مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ
يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا
}
النساء: 114. وقال: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ
فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّه}

البقرة272. وقال: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ
وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا
وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى
الدَّارِ
} الرعد 22.





إلى


غير ذلك من الآيات التي تنص على الإخلاص وتدعو إليه ونختتم الحديث في



منزلة الإخلاص بكلمة لمؤلف استفدت منه كثيراً في هذا البحث وهو حسين



العوايشة في كتابه الإخلاص قال في ذلك الكتاب : قبل أن تخطوا خطوة واحدة



أخي المسلم عليك أن تعرف السبيل التي فيها نجاتك فلا تتعب نفسك بكثرة



الأعمال فرب مكثر من الأعمال لايفيده إلا التعب منها في الدنيا والعذاب في



الآخرة (رب صائم ليس له من صيامه إلا التعب ورب قائم ليس
له من قيامه إلا



السهر

) فلتعلم قبل كل شي ماذا يشترط للأعمال حتى تقبل فلا بد من أمرين

.

أولهما : أن يكون صاحبه قد قصد به وجه الله تعالى
.





ثانيهما: أن يكون موافقاً لما شرع الله تعالى في كتابه وسنة نبيه صلى الله



عليه وسلم




ما
هو موضوع حديثنا في هذه الأوراق

!موضوع
الإخلاص موضوع طويل بل الدين كله إنما هو الحديث عن الإخلاص ولكن أي



جوانب الإخلاص سنتناول في هذه الأوراق ؟



لتحديد موضوع حديثنا هنا نستعيد تعريف الهروي المختار وهو قوله الإخلاص



تصفية العمل من كل شوب فالعمل إما أن يكون: خالصاً لله. أو يكون خالصاً لغير الله
وفيه من الشرك


ما
يخرج من الإسلام .





وإما أن يكون العمل في أصله لله ولكن تشوبه شوائب



تفسده أو تنقص من أجره وهذا هو محل حديثنا الشوائب فقط فما هي يا ترى



شوائب الأعمال ؟



شوائب العمل ثلاث شوائب لا يكاد عمل أن يطهر من واحدة حتى يقع في الأخرى



إلا من رحم الله فالعمل إما أن يشوبه تعظيم الناس وقصدهم بشيء منه وهذا هو الرياء
وإما أن


يشوبه تعظيم النفس






والذات فينسب لها شيء من الفضل وهذا هو العجب الذي قد



يصاحب العمل حتى في الخلوات.





وإما أن يشوبه تعظيم الدنيا وطلبها بعمل



الآخرة. وقلما ينجوا عمل من شائبة من هذه الشوائب وقد تشوبه جميع الشوائب



وتحيط به جميع المفاسد ولا حول ولا قوة إلا بالله
.


علاج مريض الإخلاص



تبين لنا أن من الناس من الإخلاص عندهم ميت وليس حديثنا هنا عنهم. ومن



الناس من إخلاصهم مريض قد أصابته العلل والشوائب فهو في أمس الحاجة للعلاج



والدواء قبل أن يستفحل المرض وربما أدى إلى وفاة الإخلاص عند صاحبه ولا



حول ولا قوة إلا بالله
.






فحديثنا عن هؤلاء وعلاجهم لعل الله أن يكتب لنا ولهم الشفاء طبيعة الدواء



وقبل الحديث عن العلاج لابد أخي الكريم أن ننبه إلى أمر وهو مرارة هذا



العلاج وصعوبة تناوله فأصعب شيء مجاهدة النفس على الإخلاص فالمريد للإخلاص



يحمل نفسه على السير على سراط جهنم الذي هو أحد من السيف وأدق من الشعرة و



أروغ من الثعبان عليه كلاليب كشوك السعدان لا يعلم قدر كبرها إلا الله قال



تعالى {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ
وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ
الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا
} وقال تعالى
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا
آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ( ) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ

} قال صلى الله عليه وسلم ( أخوف ما أخاف عليكم



الشرك الخفي)



قال يوسف بن الحسين : أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط



الرياء من قلبي فكأنه ينبت على لون آخر
.


قال ابن أسباط : تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد

.

قال الشيخ محمد المنجد : أي أن الإنسان يستطيع أن يجاهد نفسه فيطول



اجتهاده ولكنه يجاهد نفسه فلا يملك طول إخلاصه وحسن نيته فهي أشد تقلباً


من
القدر إذا استحكمت غليلناً.





نخلص
مما سبق أخي الكريم بما يلي

:
أن
المرض خطير وفتاك والعلاج موجود ومتوفر العلاج مر وعلقم



والتعالج صعب وشاق (حفت الجنة المكاره وحفت النار
بالشهوات
) لكن



العاقبة حميدة وعظيمة قال تعالى {
مَثَلُ
الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ
آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ
لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ
كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ
وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ

}
(محمد: 15.


وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجنة خيمة من لؤلؤة
مجوفة عرضها ستون



ميلا في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمنون وجنتان من



فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من كذا آنيتهما وما فيهما وما بين القوم



وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن

)) متفق عليه




الجرعة
الأولى
:
تعظيم الله تعالى وذاك أن تعلم أن الفضل فضله وحده وأن ما من
خير في الأرض



ولا في السماء إلا هو منّة منه على عباده لا فضل لأحد فيها ومن ذلك



الأعمال الصالحة هذه واحدة



والثانية أن تعلم عظمة حق الله على عباده وهو أن يعبدوه في كل سكنة وحركة



منهم وأن يقصدوه بالعبادة في كل ذلك.






نعم أخي الحبيب إن من فقد الإخلاص أو شي منه فقد نسي الله وتغافل عن عظيم



فضله وغفل عن عظيم حقه تعالى
.

من
فقد الإخلاص غفل عن { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ
اسْتَوَى ( ) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ( ) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ
السِّرَّ وَأَخْفَى ( ) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ
الْحُسْنَى
} طه: 5-7



لقد غفل عن من قال: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ
الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( ) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ
وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ
الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ
ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ
حَسِيرٌ
} لقد كافأ فاقد الإخلاص به تعالى غيره وأشركه فيما لا ينبغي إلا له
تعالى


وهل هناك ظلم أشنع وأقبح من هذا ؟ أفمن يخلق كمن لا يخلق؟



فتعظيم الله حق تعظيمه هو الطريق إلى الإخلاص والخلاص من هذا الداء وعلى من وجد
عنده شي من هذا المرض أن يستشعر عظمة الله تعالى وأن يتعالج بعبادة



التفكر في ملكوت السماوات والأرض قال تعالى واصفاً عباده المخلصين

{
وَيَتَفَكَّرُونَ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا
سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار
}






الجرعة الثانية:


أن
تعلم حقارة من صرفت له شي من العمل. يا مرائي من ترائي أترائي الماء



المهين وذلك الخلق الهزيل وغداً في القبر رهين. يا مرائي لو أتيت على من



رائيته بعد ثلاث ليال لشاهدة منظر أفزعك وأقض مضجعك رأيت البطن وقد انفظخ



بعد أن انتفخ وإذا بالروائح قد انبعثت والدود قد تكاثر وتناثر

.يا
معجباً بنفسه ما هو أصلك وما هو اليوم حشوك وكيف سيكون قبرك؟! قال



تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ
فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا
ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا
يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا
اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}
الحج73



وقال تعالى يصف ضعف الإنسان {اللَّهُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ
بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ
الْقَدِيرُ
} الروم

.54






ومما يصرف الناس له مقاصدهم ونواياهم ويعظمونه تعظيماً يزاحم عندهم تعظيم



الله الدنيا وزينتها وقد حقرها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال



تعالى {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ
فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
مُقْتَدِرًا
} وقال صلى



الله عليه وسلم (( ما الدنيا عند الله تساوي جناح بعوضة
ولو ساوتها ما سقى



منه كافر شربة ماء
))
الترمذي الزهد



ومر عليه الصلاة والسلام بأصحابه على جيفة جدي أسك فتناوله فأخذ بأذنه ثم



قال : أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟



فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به!!؟



قال : أتحبون أنه لكم ؟



قالوا : والله لو كان حياً كان عيب فيه لأنه أسك فكيف
وهو ميت؟



فقال : فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم
. رواه مسلم ومن هوان



الدنيا على الله أنه يعطيها الكافر والمسلم لهونها على الله



قال تعالى { وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً
وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ
فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا
وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا
مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ

} الزخرف 34

.






وهذا من حقارة الدنيا وهوانها وسرعة زوالها وتحول عافيتها قال صلى الله



عليه وسلم ( يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم
القيامة فيصبغ في



النار صبغة ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خير قط هل مربك نعيم قط



فيقول: لا والله يا ربي

.


ويؤتى بأشد الناس بؤساً من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة فيقال له يا ابن



آدم هل رأيت بؤساً قط هل مر بك شدة قط؟



فيقول لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط
)
رواه مسلم. فيا من



عبد الدينار والدرهم كيف بك إذا صبغت في لنار صبغة؟؟






الجرعة الثالثة
:
أن
تعلم فضائل الإخلاص العاجلة والآجلة



قال تعالى {(يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (
) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
}


يا
عبد الله والله لا يغني عنك يوم القيامة ولا ينجيك في تلك المواطن إلا



إخلاصك لله بأعمال تابعت فيها ما شرع

. ((
{
قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

}

المائدة127




وقال
صلى الله عليه وسلم: (



ما قال عبد لا إله إلا الله قط خالصاً من قلبه إلا فتحت لها أبواب



السماء حتى تفضي إلى العرش ، ما اجتنبت الكبائر
)
صحيح الجامع 5524



وقال (( إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله
يبتغي بذلك وجه



الله
))
وقال ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم
من ذنبه


)
ومما يتجلى فيه فضل الإخلاص من الأحاديث حديث السبعة الذين يظلهم الله في



ظله يوم لا ظل إلا ظله تعالى قال في الحديث

:

إمام عادل

منعه من الظلم إلا خوف الله" [color=blue]شاب نشأ في
طاعة الله
" ]فمن
الذي منعه من نزوات الشباب وشهواته إلا إخلاصه لله"

ورجل
معلق قلبه بالمساجد

"وهل هي إلا بيوت الله وهل تطلب فيها الدنيا



والحظوظ"
]

ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه



ورجل دعته ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة أخفاها



حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه



ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه
)
البخاري الأذان.





ومن
فضائل الإخلاص أن صاحبه يبلغ من الأجر مبلغ نيته وإن لم يعمل شيئاً



مما نوى!! قال صلى الله عليه وسلم (من سأل القتل في سبيل
الله صادقاً من



قلبه أعطاه الله أجر شهيد وإن مات على فراشه

)) الترمذي


وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك



فدنا من المدينة فقال (إن بالمدينة أقواما ما سرتم
مسيراً ولا قطعتم وادياً



إلا كانوا معكم)


قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة ؟؟



قال وهم بالمدينة حبسهم العذر

))رواه البخاري



وقال ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى ،فمن
كانت هجرته إلى



الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصبها أو



امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)



قال صلى الله عليه وسلم (إنما الدنيا لأربعة نفر عبد
رزقه الله مال و علماً



فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل



وعبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية فهو يقول لو أن لي



مالاً لعملت بعمل فلان فهما في الأجر سواء وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه



علماً يخبط في ماله بغير علم ولا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم



لله فيه حقاً فهو بأخبث المنازل



وعبد قال لو أن عندي مثل فلان لعملت بعمل فلان فهما في الوزر سواء)



الترمذي الزهد





وبالإخلاص
يكون ثواب الأعمال
:

وقال (ما من مكلوم في الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه
يدمى اللون لون



الدم والريح ريح المسك
)
البخاري الذبائح. وقال (من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله
بنى الله له مثله في



الجنة
)
البخاري الصلاة



وبالإخلاص ينال الفضل العاجل.



قال تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} قال صلى الله
عليه وسلم (( من سره أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء
لا



يحبه إلا لله
))
احمد.


وقال: ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله
ورسوله أحب إليه



مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما



يكره أن يقذف في النار

)
البخاري الإيمان.




ومن
فضائل الإخلاص أنه يتوسل إلى الله به في الكُربات فيكشفها وفي ذلك حديث الثلاثة
الذين أطبقت عليهم الصخرة في الغار وكلهم يتوسل بعمله وينص



على الإخلاص فيه فيقول ( اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء
وجهك ففرج عنا ما



نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون
)


ومن أعظم فضائل الإخلاص أن به تكون العصمة من الشيطان قال تعالى حاكياً



قول إبليس واعترافه أنه لا طريق له على عباد الله المخلصين قال تعالى:



{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ
وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ
(40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ
عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ }


الحجر 40






الجرعة الرابعة
:
معرفة عظيم جرم من جعل لله شريكاً في



عمله ومقصده


قال تعالى { قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي
أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ
} الزمر 65.



أنظر لهذا الوعيد يوجه من الله إلى أعظم الناس عبادة وأكثرهم لإن أشركوا



وقصدوا بعملهم غير الله ولو لحظة ليحبط عملهم ويكونوا في الآخرة من



الخاسرين فكيف بمن دونهم

!!

فحبوط العمل وخسران صاحبه في الآخرة نتيجة محققة لمن أشرك في عمله قال صلى



الله عليه وسلم (( يقول الله تعالى أنا أغنى الشركاء عن
الشرك من عمل



عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه

))
مسلم.


وقال صلى الله عليه وسلم (من تعلم علماً مما يبتغى به
وجه الله لا يتعلمه



إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة

) رواه أبو


داود


وقال صلى الله عليه وسلم ((الدنيا ملعونة ماعون ما فيها
إلا ما ابتغي به



وجه الله

)) الترمذي الزهد


.





و
يعامل به المرائي والمسمع ضد قصده فيفضح في الآخرة على رؤوس الخلق عن



جندبا قال النبي صلى الله عليه وسلم (من سمع سمع الله به
ومن يرائي يرائي



الله به

) البخاري الرقاق. قال (( من سمع سمع الله به مسامع خلقه
وصغره



وحقره
)
احمد 622

.

وقال (( ما من عبد يقوم مقام سمعة ورياء إلا سمع الله به
على رؤوس الخلائق



يوم القيامة

))
وقال صلى الله عليه وسلم (( إن أخوف ما أخاف عليكم
الشرك



الأصغر قالوا وما الشرك الأصغر قال الرياء يقول الله عز وجل إذا جازي



الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤن في الدنيا فانظروا هل تجدون



عندهم جزاء
))
احمد


وقال(( إذا جمع الله الناس يوم القيامة ليوم لا ريب فيه
نادى مناد من كان



أشرك في عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله فإن الله أغنى



الشركاء عن الشرك

))
الترمذي تفسير القرآن.







ومما يدلك أخي على خطورة عدم الإخلاص في العمل ما جاء عنه صلى الله عليه



وسلم من الأحاديث التي تحذر من ذلك وتبين خطره بالنسبة لبقية الذنوب عن



أبي سعيد الخدري قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر



المسيح الدجال فقال (( الا أخبركم بما هو أخوف عليكم
عندي من المسيح



الدجال ؟؟



فقلنا بلى يا رسول الله فقال : الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيزين صلاته



لما يرى من نظر رجل)

وقال
صلى الله عليه وسلم (( إياكم وشرك السرائر يقوم الرجل
يزين صلاته جاهد



لما يرى من نظر الناس إليه فذلك شرك السرائر)



ولعل من أعظم ما يخوف به ويتوعد به من فقد الإخلاص دعاء الرسول صلى الله



عليه حيث قال
)

تعس عبد الدينار تعس عبد الخميلة تعس عبد الخميصة تعس ونتكس وإذا شيك



فلا أنتقش)






وختاماً لهذه الجرعة من العلاج وهي معرفة ختر الشرك في العمل فلنستمع لهذه



القصة التي تحكي خوف السلف والصحابة من الرياء وتأثرهم عند ذكر مصير أهله

:
عن
شفي الأصبحي أنه دخل المدينة فإذا هو برجل قد اجتمع الناس عليه فقال من



هذا ؟ فقالوا أبو هريرة فدنوت منه حتى قعدت بين يديه وهو يحدث الناس فلما



سكت وخلا قلت :له أنشدك بحق وبحق لما حدثتني حديثاً سمعته من رسول الله



صلى الله عليه وسلم عقلته وعلمته

.

فقال: أبو هريرة رضي الله عنه أفعل لأحدثنك حديثاً حدثنيه رسول الله صلى



الله عليه وسلم عقلته وعلمته ثم نشغ أبو هريرة نشغة فمكث قليلاً ثم أفاق



فقال : لاحدثنك حديثاً حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا البيت


ما
معنا أحد غيري وغيره ثم نشغ أبو هريرة نشغة أخرى ثم أفاق فمسح وجهه



فقال :لأحدثنك حديث حدثنيه رسول الله عليه وسلم وأنا وهو في هذا البيت ما



معنا أحد غيري وغيره ثم أبو هريرة نشغة شديدة ثم مال خاراً على وجهه



فأسندته طويلاً ثم أفاق فقال :حدثني رسول الله عليه وسلم
أن الله تبارك



وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية



فأول من يدعوا به رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال



فيقول الله للقارئ :ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي فيقول بلى يا رب

.


قال: فما عملت فيما علمت ؟



قال :كنت أقوم به أناء الليل وأناء النهار

.


فيقول: الله كذبت وتقول الملائكة كذبت بل أردت أن يقال إن فلاناً قارئ فقد



قيل ذلك. ثم يؤتى بصاحب المال فيقول الله له: ألم أوسع عليك حتى لم ادعك



تحتاج إلى أحد قال بلى يا رب قال :ماذا عملت فيما آتيتك؟



قال :كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له: كذبت وتقول :الملائكة كذبت



ويقول الله تعالى بل أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك

.


ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول :الله له في ماذا قتلت فيقول أمرت



بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت

.


فيقول :الله له كذبت وتقول :الملائكة كذبت ويقول :الله بل أردت أن يقال



فلان جرئ فقد قيل ذاك
.


قال أبو هريرة :ثم ضرب رسول الله على ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك



الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة

.







وحدث العلاء بن حكيم أنه كان سيافاً لمعاوية رضي الله فدخل عليه رجل أخبره



بهذا عن أبي هريرة



فقال معاوية :قد فعل بهؤلاء هذا فكيف بمن



بقي من الناس ثم بكى معاوية بكاء



شديد حتى ظننا أنه هالك وقلنا قد جاءنا هذا الرجل بشر ثم أفاق معاوية رضي



الله عنه ومسح عن وجهه وقال :صدق الله ورسوله {من كان
يريد الحياة الدنيا



وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا
النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون.}


حديث


الثلاثة وأنهم أول من تسعر بهم النار في صحيح مسلم. و قصة شفي مع أبو هريرة



ومعاوية رضي الله عنهما زادها الترمذي كتاب الزهد باب ما جاء في الرياء



والسمعة قال الألباني صحيح




الجرعة
الخامسة:

من
علاج عدم الإخلاص أن تعلم أن من أعظم صفات الذين توعدنا



الله بأن يستبدلنا بهم الإخلاص قال تعالى { يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ
يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
} نعم لقد أخلصوا لله تعالى فلم يعد يهمهم



مدحهم الناس أم ذموهم إذا مدحهم رب الناس.







الجرعة السادسة:

أن تعلم أن الفلاح العاجل والقبول عند الخلق إنما هو



بالإخلاص
.

فالإخلاص وإن كان في بدايته صعباً وشاقاً وقد يورد للمرء كره الناس وبغضهم


بل
عداوتهم وقتالهم له كما هو حال المرسلين إلا أن العاقبة لهم في المدح



وعلو الذكر


قال الله للرسول صلى الله عليه وسلم وهو في مكة ومن حوله كلهم يذمون رسول



الله صلى الله عليه وسلم بل ويحاولون قتله قال له في سورة الشرح ورفعنا لك



ذكرك نعم إنه الإخلاص فرفع ذكره صلى الله عليه وسلم رفعاً ما رفع لأحد

.

قال صلى الله عليه وسلم (من أرضا الله بسخط الناس رضي
الله عنه وأرضى عنه



الناس ومن أرضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس)



وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا
أحب الله العبد



نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل



السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في



الأرض

) البخاري بدأ الخلق.







الجرعة السابعة:

الدعاء وسؤال الله الإخلاص والخلاص من الشرك عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال
خطبنا رسول الله صلى الله عليه



وسلم ذات يوم فقال: أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه
أخفى من دبيب النمل



فقال له من شاء الله أن يقول وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول



الله قال قولوا اللهم إنّا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما



لا نعلم)

. احمد 4/403
.
وعن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف حدثه عن أبيه عن جده أن
النبي صلى



اللهم عليه وسلم قال: (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه
الله منازل الشهداء



وإن مات على فراشه

) مسلم الإمارة



وسؤال القتل يتضمن أمرين طلبه في مظانه وسؤال الله ودعائه بالقتل والموت.



وعن شهر بن حوشب قال قلت لأم سلمة: يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول



الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك؟ قالت: كان أكثر دعائه
(يا مقلب



القلوب ثبت قلبي على دينك)


قالت

فقلت يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب



القلوب ثبت قلبي على دينك قال يا أم سلمة: (إنه ليس آدمي
إلا وقلبه بين



أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ

) الترمذي




الجرعة
الثامنة:

المقارنة بين عمل الباطن وعمل الظاهر ومحاولة أن تكون



سريرته خير من علانيته
.

فإن وجد أنه صلى أمام الناس صلاة خشي أن يكون دخلها الرياء فليصلي سراً خيراً منها
وأطول وإن وجد أنه تصدق بصدقة خشي أن يكون دخلها الرياء



فليتصدق فيما بينه وبين الله خيراً وأعظم منها وهكذا عن عبد الله ابن عكيم


عن
عمر بن الخطاب قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(
قل: اللهم



اجعل سريرتي خيرا من علانيتي واجعل علانيتي صالحة اللهم إني أسألك من صالح



ما تؤتي الناس من المال والأهل والولد غير الضال ولا المضل

) الترمذي


الدعوات





عن
عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر
بالصدقة
) قال



الترمذي هذا حديث حسن غريب. ومعنى هذا الحديث أن الذي يسر بقراءة القرآن



أفضل من الذي يجهر بقراءة القرآن لأن صدقة السر أفضل عند أهل العلم من



صدقة العلانية وإنما معنى هذا عند أهل العلم لكي يأمن الرجل من العجب لأن



الذي يسر العمل لا يخاف عليه العجب ما يخاف عليه من علانيته ا،هـ الترمذي



فضائل القرآن






الجرعة التاسعة
:
أن
تعلم أن مدح الناس لا ينفعك إذا ذمك الله وأن ذمهم لا يضرك إذا مدحك



الله عن البراء ابن عازب في قوله ( إن الذين ينادونك من
وراء الحجرات



أكثرهم لا يعقلون

) قال فقام رجل فقال يا رسول الله إن حمدي زين وإن ذمي



شين فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذاك الله ) الترمذي تفسير القرآن



فالله إن مدحك لم يضرك ذم الناس وإن ذمك لم ينفعك مدح الخلق كلهم ومن



الخلق التراب ؟الطين؟



ومما يدلك على هذه الحقيقة هذا الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله



عليه ((بينا صبي يرضع من أمه فمر رجل راكب على دابة
فارهة وشارة حسنة



فقالت أمه اللهم اجعل ابني مثل هذا فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه فقال



اللهم لا تجعلني مثله ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع قال فكأني أنظر إلى



رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فمه



فجعل يمصها قال ومروا بجارية وهم يضربونها ويقولون زنيت سرقت وهي تقول



حسبي الله ونعم الوكيل فقالت أمه اللهم لا تجعل ابني مثلها فترك الرضاع



ونظر إليها فقال اللهم اجعلني مثلها فهناك تراجعا الحديث فقالت حلْقَى مر



رجل حسن الهيئة فقلت اللهم اجعل ابني مثله فقلت اللهم لا تجعلني مثله



ومروا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون زنيت سرقت فقلت اللهم لا تجعل ابني



مثلها فقلت اللهم اجعلني مثلها قال إن ذاك الرجل كان جبارا فقلت اللهم لا



تجعلني مثله وإن هذه يقولون لها زنيت ولم تزن وسرقت ولم تسرق فقلت اللهم



اجعلني مثلها
)
متفق عليه.



أرأيت
أخي الحبيب كيف أن مدح ذاك الرجل لم ينفعه لما ذمه الله وأن ذم هذه



المرأة لم يضرها لما مدحها الله فنعوذ بالله من ذمه ومقته .






الجرعة



العاشرة
:
أن
تعلم أن أعظم أسباب انتكاس الأمة وبلائها وما يصبها من عدوها هو



بتفريطها لا في الأعمال الباطنة أعمال القلوب الإخلاص قال تعالى {وَلَقَدْ
صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا
فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ
مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ
الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ
وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
} آل



عمران 152 فبينما يتفقد كثير من دعاة المسلمين ظاهر الأمة قليلون أولئك الذين



ينبهون على أعمال القلوب ومما لا شك فيه أن تفريط المسلمين الظاهر إنما هو



ثمرة لتفريطهم الباطن من الإخلاص لله ومراقبته

.









الجرعة الحادي عشرة
:
أن
تعلم أن كل عمل صالح تقوم به إنما هو منة من الله عليك قال تعالى



{ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ
أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

}
النور 21 أنظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم يرتجزون عن البراء رضي



الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى



أغمر بطنه أو اغبر بطنه يقول: (والله لولا الله ما
اهتدينا ولا تصدقنا ولا



صلينا فأنزلن سكينة علــينا وثبت الأقدام إن لاقينا إن الألى قد بغوا



علينا إذا أرادوا فــتنة أبينا ورفع بها صوته أبينا أبينا)

رواه البخاري



ومسلم. فتأمل الكلمات كيف نسبوا الفضل في هدايتهم وجميع أعمال برهم إلى



الله
.






الثانية عشرة من العلاج
:

أن
تعلم قلة عملك مهما بلغ ، ونقص عمل البشر مهما اجتهدوا في إصلاحه ولهذا



قال النبي صلى الله عليه وسلم ( سددوا وقاربوا وأبشروا
فإنه لا يدخل أحدا



الجنة عمله
.


قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بمغفرة



ورحمة

) البخاري الرقاق






فعمل البشر جمع بين القلة والنقص والتقصير في حق الله والزلل في حقه تعالى


كل
هذا مقابل قابل فضل الله الذي لا نقص فيه بوجه كيف والعمل الصالح



والهداية إنما هي من فضل الله تعالى

!

قال تعالى {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي
وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
} الأعراف:

178






الجرعة الأخيرة :

الإعصار مضى معنا اثنتا عشرة جرعة علاجية



فإن لم تغن شيئاً ولم تحك ساكناً فتعال نتأمل هذه الآيات وذلك الإعصار



الذي أصاب ذلك المجرم الذي لا يستحق الرحمة من الله في أشد أحول الضعف



والحاجة كيف وقد قال الله {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ
أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
} قال تعالى:
{



يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ
وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ
وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ( ) وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ
أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ
كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ
فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( )
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ
الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ
فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ
تَتَفَكَّرُونَ

}
البقرة:264- 266. تأمل هذه الآيات بقلب حاضر
وحاول أن تدون النتائج ، ثم واصل القراءة.







ونخرج من تأمل هذه الآيات بالتهديدات التالية لأهل الرياء

:



1.


بطلان العمل:




2.
أن
المرائي حين يرائي يفقد الإيمان بالله كما قال صلى الله عليه وسلم (



لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن

) وما ورد في ذلك من فقدانه الإيمان



وقت المعصية والرياء أشد ذنباً قال تعالى هنا ((كالذي ينفق ماله رئاء



الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر.




3.


التهديد بعدم الهداية له (( والله لا يهدي القوم
الكافرين



4.


تسمية عمله كفراً


.



5.
التهديد
بسوء الخاتمة (( وأصابه الكبر




6.


عدم حفظ الذرية والعقب قال تعالى {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ
لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ
}
النساء


.
وقال تعالى {وكان أبوهما صالحاً} الكهف



7.



8.


عدم حفظ ماله فربما أصابته عقوبة عاجلة قال تعالى {ظَهَرَ
الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ
لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
(الروم:
41. وأعظم ما كسبوا من الذنوب الشرك بكل صوره.




9.

أن
أعماله مع عظمتها



تكون هباء منثوراً في أشد ما يكون بحاجتها قال صلى الله عليه وسلم عن



ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( لأعلمن
أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز
وجل هباء



منثورا

))
ابن ماجة الزهد . قال تعالى {فأصابه إعصار فيه نار
فاحترقت
}



وقال تعالى {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً
منثوراً
} الفرقان

.23





وبمقابل هذه العقوبات للمرائي فإن الآيات دلت على إثابة المخلصين بعدد من



المثوبات:



1)


حصولهم على مرضاة الله (ابتغاء مرضاة الله.



2)


قبول عملهم فعملهم(كمثل جنة بربوة أصابها وابل …………فإن لم يصبها وابل



فطل.



3)


مضاعفة الأجر لهم ( آتت أكلها ضعفين.



4)


التثبيت لهم في الشدائد وعند الموت ( وتثبيتاً من أنفسهم).



5)


حفظ



ذريته وعقبه وماله قصة الجدار في سورة الكهف دليل على حفظ المال والذرية





وفي الختام أرجو من الله أن تكون النقاط المذكورة فيها العلاج الناجع



والنافع لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إخلاصنا مريض يوشك أن يموت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدي الاسلامي :: مواضيع اسلاميه عامه-
انتقل الى: